التصمیم الداخلی لشقة سکنیة من 4 طوابق - قائمشهر
يمثل مشروع التصميم الداخلي لهذه الشقة السكنية المكونة من أربعة طوابق في قائمشهر دراسة حالة معمقة في إدارة الازدواجية المعمارية وتناقض مطالب المالكين داخل هيكل واحد. تمحور التحدي الأساسي حول ضمان تعايش هويتين منفصلتين تماماً ضمن القيود المكانية الصارمة لوحدة تبلغ مساحتها 155 متراً مربعاً؛ وهي مساحة كان عليها تلبية المتطلبات الوظيفية الدقيقة والتطلعات النفسية المتباينة في آن واحد.
- اسم المشروع: التصميم الداخلي لشقة سكنية
- المصمم: مجموعة أوميد حسينيان الهندسية
- المساحة: 155 متر مربع
- الموقع: قائمشهر
- نوع المشروع: تصميم داخلي سكني لأربعة طوابق



انطلاقاً من فهم هذه القيود، ارتكزت الاستراتيجية المحورية لـ "مجموعة أوميد حسينيان الهندسية" على مبدأين: التوسع البصري للفضاء وتعظيم كفاءة استغلال كل سنتيمتر مربع. بدأ هذا بالتنفيذ الدقيق للمخطط المفتوح (Open Plan) في المناطق العامة لضمان استمرارية الحركة والتدفق البصري. ولتعزيز هذا الهدف، تم تحويل كل مساحة ميتة أو غير وظيفية إلى قيمة بصرية؛ حيث تم استغلال أقصى قدرة تخزينية عبر النجارة والخزائن المدمجة والممتدة من الأرض إلى السقف، مما عزز في الوقت نفسه من ارتفاع الفضاء البصري وحافظ على سلامة الجدران.



في وحدة الأخ المصممة بأسلوب المينيماليزم، كان الهدف النهائي هو تحقيق السكون المطلق، وهي جودة لا يمكن بلوغها إلا من خلال التقليلية المتطرفة (Extreme Minimalism). تم اختيار لوحة الألوان لتكون محايدة بالكامل ومُعرَّفة بطيف أحادي اللون، لتجنب أي تشويش بصري وترسيخ السكينة المعمارية. وللتغلب على خطر برودة هذا الفضاء، تم التمايز البصري عبر الإضاءة والتباين في نسيج المواد؛ حيث خلق تراكب الأسطح الناعمة للجص والأسقف المعلقة مع السيراميك شبه المطفي (Semi-Matte)، طبقات حسية دقيقة تُعرّف الفضاء وتمنحه حيوية.



يُستكمل هذا التوجه الوظيفي من خلال نظام ذكي متكامل للتحكم في الإضاءة والتجهيزات. يتم إدارة نظام الإضاءة، الذي يُعد مثالاً على التكنولوجيا غير المرئية، بدقة متناهية، مما يسمح بضبط سيناريوهات إضاءة مخصصة تلبي احتياجات الساكن وتضمن أقصى قدر من التكيف الوظيفي.
بالنسبة لوحدات الأخت، تم تقديم مقترحين يعكسان رؤيتين متميزتين. المقترح الأول تمحور حول النهج البيوفيلي (Biophilic)، ويهدف إلى خلق ملاذ طبيعي يغمر الساكن بظروف حسية مريحة عبر ألوان الخشب، وفرة الخضرة، ودرجات حرارة الإضاءة التي تحاكي ضوء الشمس الطبيعي.




أما المقترح الثاني، فقد حافظ على الإطار التقليلي ولكنه اتجه نحو جمالية حداثية أحادية اللون ذات طابع فاخر. تم تعريف لوحة الألوان بتباين قوي من الأبيض والأسود والرمادي، وهدف التصميم إلى إبراز مظهر الأناقة الصارمة والمُصقولة. لتعزيز هذا الشعور بالفخامة، تم إعطاء الأولوية للأسطح ذات اللمعان العالي: حيث خلق استخدام المعادن اللامعة (Glossy Metals) في التجهيزات والتفاصيل، إلى جانب التشطيبات الدهانية اللامعة، تبياناً بصرياً أنيقاً. هذا الاستخدام الاستراتيجي للانعكاس ضوء، ضمن تعظيم الحيوية البصرية للفضاء، ودفع بالبساطة الشكلية نحو أفق الترف المعاصر.



ونظراً للتحدي البصري الذي يفرضه النسيج الحضري شبه الكثيف، تم نقل الارتباط الحيوي الأساسي بالطبيعة من النوافذ الداخلية إلى أعلى مستوى في المشروع: حديقة السطح المشتركة (Roof Garden). وقد تحولت هذه المساحة، التي خلت من العوائق البصرية، إلى امتداد علاجي ومركز رئيسي للاتصال بالعناصر الطبيعية المحيطة.
