تصمیم البوابة الرئیسیة و الجدار لضریح هادیشهر
يتجاوز تصميم المدخل وواجهة مقبرة هادي شهر مجرد ترسيم حدود مادية؛ إنه استجابة معمارية لمفهوم الموت والسكينة الأبدية في سياق حي قديم وذو طابع ديني عميق. تقوم فلسفة التصميم على إحياء النظام الهندسي والصمت الروحي الكامن في الأشكال الإسلامية-الإيرانية النقية—وهي اللغة المشتركة لعمارة المساجد القديمة لنقل مفاهيم القرب الإلهي والعزاء الجماعي، والممزوجة ببراعة هندسية إيرانية خاصة.
- العنوان: مدخل مقبرة هادي شهر: بوابة إلى السكون، في حضن التراث
- المصمم: مجموعة أوميد حسينيان الهندسية
- الموقع: مدینة هادیشهر
- النوع: عمارة تذكارية بمنظور طبيعي

- العبور الحسي والحد شبه الشفاف
كان الهدف الأساسي هو تسهيل انتقال نفسي من سرعة وفوضى الحياة الحضرية إلى السكينة والتأمل الداخلي. تم تحديد موقع المدخل بدقة دون أي تعدٍّ على الحيز العام، وبقرار حاسم، تم محاذاة محور المدخل بدقة مع المسجد والضريح المركزي، لإقامة خط اتصال دلالي ومكاني قوي بين مكان العبادة والدفن.
لترسيم الحدود، تم استخدام واجهة شبه شفافة تعمل كمُرشِّح حسي، بدلاً من الجدار الصلب. وقد تشكلت هذه النفاذية المضبوطة عبر التكرار الإيقاعي لأقواس چيدري (Chidri Arches) متوسطة الحجم. إن قوس چيدري، بنسيجه الطوبي وعمقه، لا يحافظ على الخصوصية فحسب، بل يوجه الضوء والمشهد إلى الداخل بطريقة مجزأة ومضبوطة، خالقاً تأثيراً شبيهاً بـ لعب الظل والضوء على أسطح الطوب، مما يضيف إلى الشعور بالوقار والتأمل. هذه الواجهة تجبر المراقب على التباطؤ والتنفس المعماري في لحظة العبور.



- المادة، الرمز، والخدمة المجتمعية
التزاماً كاملاً بالهوية الثقافية والمناخية، تركز لوحة المواد على الثقل، والمتانة، والجذور المحلية:
1. الطوب الأحمر (المادة المهيمنة): بصفته الجوهر الأساسي للواجهة، فإنه يعرض نسيجه المسامي ولونه الدافئ، ناقلاً إحساس الاستمرارية والأصالة في العمارة الإيرانية.

1. القاشاني (البلاط المزجج - العنصر المؤكد): ببريقه السطحي المتباين مع نسيج الطوب المطفي، تم استخدامه في نقطتين محوريتين:
a. شريط النقش الرئيسي للمدخل: لتضمين النصوص والآيات، مما يرفع من شأن المدخل من مجرد هيكل إلى بوابة رمزية وروحية.

b. واجهات السقاخانات: تم دمج أجزاء من الواجهة بسلاسة مع عنصر السقاخانة (نافورة الماء العامة). يلعب هذا العنصر دوراً تذكارياً واجتماعياً يتجاوز مجرد توفير الماء؛ فهو نقطة للنذر والوقف والعزاء الجماعي، مما يعزز الرابط بين الأحياء والمتوفين من خلال عمل خير مستمر.


يُحوّل هذا المشروع، من خلال دمج الهندسة الإسلامية، نسيج الطوب الإيراني، والوظيفة الاجتماعية للسقاخانة، مدخل المقبرة إلى مكان تجلٍ يعمل، بالإضافة إلى الفصل المحترم، كمعلم وخدمة ثقافية-دينية للحي بأكمله.

